اتجاهات النمو العمراني وأثرها على المناطق الأثرية الدينية في المدينة المنورة

اتجاهات النمو العمراني وأثرها على المناطق الأثرية الدينية في المدينة المنورة

– دراسة جغرافية-

هيفاء يحيى البلاع

جامعة طيبة || المملكة العربية السعودية.

https://doi.org/10.26389/AJSRP.H180218 PDF
Tab title
هدفت الدراسة إلى استقصاء اتجاهات الزحف العمراني وأثرها على المناطق الأثرية الدينية في المدينة المنورة ومعرفة الامتداد العمراني ما بين فترة (1990-2014) خلال فترة 24 سنة وأيضا أثر هذا التوسع العمراني وزحفة على مناطق الآثار الدينية في المدينة المنورة واستخدامات الأراضي بالمدينة المنورة. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والقيام بسلسلة من الزيارات الميدانية والتحليل والتقويم للأماكن الأثرية السياحية وأهمها منهج التحليل المكاني الذي يهتم بإبراز التباينات والتشابهات لتوزيع الظاهرة المكانية والمنهج الاستقرائي: لرصد حالة الواقع الجغرافي للظاهرة المدروسة، المنهج التاريخي، المنهج الإقليمي. واستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد وتوصلت الدراسة إلى أن اتجاه العمران نحو الجهة الشرقية والغربية ونتيجة للزحف العمراني أدى إلى التحام الأماكن الأثرية والدينية بالمدينة المنورة بمناطق العمران مثل منطقة شهداء أحد ومسجد الجمعة والمساجد السبعة الأثرية والدينية المشهورة. الكلمات المفتاحية: السياحة الأثرية، النمو السكاني، زحف عمراني، المنطقة المركزية

1-     المقدمة

يزداد العالم نموا وتطورا وحضارةً يوما بعد يوم ويزداد النمو السكاني الذي يتطلب زيادة ونمو عمراني ليكفي حاجة التطور والنمو ولكن إلى أين يتجه هذا النمو هل مخطط له كما في الدول المتقدمة أم يكون نموا عشوائيا ومتكدس في جهة واحده، تميزت المدينة المنورة بالجذب السكاني ليس فقط داخل الدولة بل خارج حدود الدولة وأصبح هناك زحف عمراني خارج منطقة الحرم وهو ما يسمى بالدائري الأول، وازداد عدد السكان في عام 1990-1992 فأصبح عدد السكان 609318 بينما في عام 2010 كانت الزيادة في عدد سكان المدينة المنورة 1100093 نسمة. وفي عام 1434هـ وصل عدد السكان 1271812 نسمة. (النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن في منطقة المدينة المنورة، 1435هـ)

وشهدت المدينة المنورة نموا عمرانيا كبيرا خاصة في السنوات القليلة الماضية، ولكن إلى أين فهناك أحياء مكتظة بالسكان بينما أخرى بها عزوف عمراني ومن هنا استخدمنا تقنية الاستشعار عن بعد لمعرفة وتحليل وتقييم اتجاهات النمو العمراني لمواكبه التوازن البيئي وإمكانية الخدمات العامة المقدمة للسكان وإثرها على المناطق الاثرية الدينية في المدينة المنورة في الفترة (1990-2014). كما تبلغ مساحتها حوالي (589) كيلو متر مربع منها (293) كيلو متر مربع تشغلها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية، وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراضي صحراوية وأنشطة زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة والشريانية وأجزاء أخرى صغيرة من الطرق التجميعية والمحلية وبعض الاستخدامات الحكومية الخاصة خريطة رقم (1).

2-      مشكلة الدراسة:

نتيجة التطور المستمر والتزايد السكاني ليس فقط في المدينة المنورة أو المملكة العربية السعودية بل على مستوى العالم ككل، ادي إلى ظهور الزحف العمراني الغير منظم بطريقة عشوائية خاصة في الدول العربية التي تفتقد البنية التحتية للتخطيط المستقبلي لذلك يظهر عندنا عدده مشاكل في التغييرات السكانية تتضح من خلال اسئلة الدراسة وهي:

3-      أسئلة الدراسة

  • هل يرتبط التطور العمراني بالنمو السكاني؟
  • هل للعوامل الطبيعية إثر في الامتداد العمراني؟
  • هل يوجد زحف عمراني نحو الأماكن الدينية والاثرية وماهي اتجاهات النمو العمراني؟

4-      أهدف الدراسة

تهدف الدراسة لمعرفه اتجاهات النمو العمراني في المدينة المنورة وإثرها على المناطق الاثرية الدينية في المدينة المنورة في الفترة (1990-2014). وبالتالي العمل على إعطاء فكرة واضحة للأثار الناتجة من النمو أو الزحف العمراني على المناطق الاثرية وإعطاء حلول أو توصيات لمتخذي القرار للعمل على التوازن المستقبلي في الامتداد العمراني، واعطاء فكرة مبسطة لمتخذي القرار لتوفير الاماكن المستقبلية للعمران للعمل على تنمية العمران المتقدم للمدينة.

5-      أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع:

  1. قلة الدراسات العمرانية التي تناولت التوسع العمراني بالمدينة المنورة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
  2. أهمية المدينة المنورة دينيا والتي تحتاج نظرة مستقبلية للتطوير والتوسع العمراني لمتخذي القرار.
  3. أهمية المناطق التاريخية والدينية والاثرية بالمدينة المنورة وطرق المحافظة عليها من الزحف العمراني
  4. تطبيق تقنيات التعليم من نظم واستشعار في توضيح اتجاهات الزحف والنمو العمراني بالمدينة المنورة
  5. ما يميزها من الناحية الدينية والموقع الجغرافي، فهي تعتبر مركزاً للإشعاع الديني ويأتي هذا الدور من وجود ثاني الحرمين الشريفين بها.

6-      حدود منطقة الدراسة

تقع المدينة المنورة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، على بعد (150ك) شرق البحر الأحمر، كما هو موضح في الشكل رقم (1). كما تقع بين دائرتي عرض 24º 20´ 21″، و24º 35´ 11″. وخطي طول 39º 25´ 09″ و 39º 46´ 58″(.الشيخ، 2011)

7-     منهجية الدراسة ومصادرها:

تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي المتمثل في وصف بعض الجوانب البشرية في المدينة المنورة، المعتمد على الكتب والمراجع والدراسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع أو أحد جوانبه. وأيضا المنهج التحليلي للصور الفضائية من لاند سات 4 عام 1990م ولاند لا تد سات 8 من عام2015 م مصادر البيانات موضحة في الجدول (1) و (2)، واستخدام برنامج Arc Map وعمل قاعدة بيانات تتكون من Ship file المكونة من عدده طبقات وهي طبقة الأحياء والطرق والمواصلات والمباني العمرانية والظواهر الطبيعية والمساحات الخضراء واستخدامات الأراضي وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية بتطبيق برنامج Arc Map GIS والدراسات والبحوث التي تناولت اتجاهات النمو السكاني. وبعض الإحصائيات الصادرة من بعض الأجهزة الحكومية مثل (المرصد الحضري للمدينة المنورة – ومصلحة الإحصاء بالمملكة).

شكل رقم (1)موقع منطقة الدراسة بالنسبة للمراكز ها الإدارية

المصدر: من عمل الباحثة بناءً على بيانات الامانة العامة بالمدينة المنورة، 1425ه.

الجدول رقم (1) مصادر البيانات الدراسة

 

المصدر: من اعداد الباحثة بناء على معلومات الصور الفضائية من موقع http://earthexplorer.usgs.gov/

جدول رقم (2) مصادر البيانات الدراسة

المصدر: من اعداد الباحثة بناء على بيانات رقمية من الأمانة العامة بالمدينة المنورة

الدراسات السابقة:

تفتقر المدينة المنورة من الدراسات العلمية التي تتعلق بتطبيق منهجية التحليل التوسع ألعمراني باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، غير أن هناك دراسات استعانت بها ألباحثة ومن أهمها:

  • دراسة الحماد، زينب حبيب (2011)، دراسة التوسع العمراني لمدينة القطيف واتجاهاته:1960م-2010م باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، في هذه الدراسة تم استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتحديد ورصد التوسع العمراني لمدينة القطيف اعتمادا على الصور الجوية والمستمدة من القمر الصناعي لاند سات وسبوت وبيانات جيوأى-1.
  • دراسة دهيمات (2006)، بعنوان دراسة التوسع العمراني لمدينة اربد(1953- 1999) باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافيا، استخدم الباحث الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافيا كوسيلة لمعرفة التغيير العمراني لمدينة اربد وما حولها، وأشار إلى أن التضاريس لها آثر مهم في تحديد اتجاه التوسع العمراني.
  • دراسة الغامدي، سعد والنجار ياسر(2002)، بعنوان تحليل النمو العمراني واتجاهاته باستخدام بيانات الاستشعار عن بعد : دراسة تطبيقية على مدينة مكة المكرمة 1978-2000م، وأشار إلى وجود علاقة قوية بين اتجاهات العمران والعوامل التضاريسية والموقع الرئيسي للجذب العمراني حول المشاعر المقدسة، والارتباط بين التوسع العمراني وزيادة النمو السكاني للمدينة بمكة المكرمة.
  • دراسة الشاعري، عيسى (1993)، بعنوان دراسة التوسع العمراني في مدينة الرياض باستخدام الصور الجوية والمناظر الفضائية(1950- 1989)، استخدم الباحث الصور الجوية والمناظر الفضائية للقمر الصناعي سبوت لدراسة النمو العمراني بمدينة الرياض عن طريق الرسم بالحاسب الآلى لبيانات الاستشعار عن بعد.
  • دراسة العنقري، خالد (1989)، بعنوان تقدير عدد السكان المدن السعودية الصغيرة باستخدام الصور الجوية، اعتمد الباحث على تقدير السكان من الصور الجوية بطريقة احصاء عدد المساكن، واختبار امكانية استخدام مساحة المناطق المبنية لتقدير عدد سكان المدينة، ومن ثم قارن بين هاتين الاسلوبين.
  • دراسة الشيخ، آمال (2012)، بعنوان التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS). تناولت هذه الدراسة تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، عن طريق أدوات التحليل المكاني المتوفرة داخل بيئة برمجيات نظم المعلومات الجغرافية ArcGIS Spatial Analyst، التي تتميز بقدرتها على تحليل البيانات المكانية المرتبطة بقاعدة بيانات وصفية؛ من أجل التعرف على خصائص المكان.
  • دراسة: السرياني، محمد محمود، بعنوان : السكن الحضري، وهذه الدراسة تهدف إلى دراسة الوضع الراهن للنمو الحضري في المدينة المنورة، وقد بدأ الباحث بتسجيل واقع النمو الحضري إبان العهود التي سبقت الإسلام، تلاها وصف تحليلي واستقرائي لمراحل التطور العمراني الذي شهدته المدينة المقدسة إبان عصور الإسلام المختلفة، ثم بيان أسباب النمو الحضري واضطراده، والعوامل المؤثرة فيه. وقد توصل الباحث إلى عدة النتائج منها، بروز محاور النمو على امتداد الطرق الخارجية. ظهرت نويات عمرانية في مناطق بعيدة، ساعد على وجودها وصول الخدمات المختلفة، وسهولة اتصالها عن طريق شبكة الطرق الحديثة.

الخصائص الطبيعية والبشرية لمدينة المنورة

 الموقع الجغرافي:

تقع المدينة المنورة في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية على خطي طول (00 96 39- 36 42 39) وخطي عرض (00 21 24- 00 36 24) وتبعد حوالي(400) كيلو متر شمال مكة المكرمة وفي اتجاه الشرق . وعلى بعد حوالي (150) كيلو متر شرقي البحر الأحمر. وعلى ارتفاع حوالي (600) متر عن متوسط منسوب سطح البحر، وبلغ مساحة المدينة المنورة حوالي (589) كيلو متر مربع منها (293) كيلو متر مربع تشغلها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية. وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراضي صحراوية وأنشطة زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة والشريانية وأجزاء أخرى صغيرة من الطرق التجميعية والمحلية وبعض الاستخدامات الحكومية الخاصة (امانة منطقة المدينة المنورة، 1435هـ)

السكان في المدينة المنورة:

أدى الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المملكة في الثلث الأخير من هذا القرن- بتأثير الارتفاع المتزايد في عائدات البترول- إلى جذب أعداد كبيرة من المهاجرين وبصفة خاصة إلى المدن، وربما يبدو من الغريب أن يحدث لذلك أثرٌ واضح في القسم الغربي من المملكة وخاصة المدينة المنورة لوجود الحرم النبوي الشريف رغم عدم تدفق البترول بها، فإذا كانت مدينة الرياض تنمو سكانياً بحكم وظيفتها كعاصمة للمملكة بمعدلات نمو سريعة، فربما تكون المدينة المنورة إحدى المدن السعودية التي تتسابق لتصبح إحدى أكبر المدن السعودية. ويوضح الجدول رقم (2)، والشكل رقم (2) تطور عدد السكان في المدينة المنورة بسرعة كبيره وكان ذلك واضح من عام 1382هـ من 10000 نسمة حتى عام 1434هـ وصل عدد السكان 1271812 نسمة. بينما يوضح الشكل رقم (3) توزيع السكان في الأحياء.

بالمدينة المنورة حسب توزيع عدد السكان بكل حي ويشير الشكل (3) إلى وجود تكدس سكاني وازدحام بالمنطقة المركزية من 22 الف نسمة إلى 53 الف نسمة ويقل التكدس السكاني كلما ابتعدنا عن المنطقة المركزية ويصبح العدد السكاني قليل جدا على منطقة الأطراف المنطقة وبالتالي يوثر هذا على الأماكن الاثرية القريبة من المنطقة المركزية وقد كان هناك تأثير سلبي على بعض الأماكن مثل منطقة السبع مساجد نتيجة الزحف العمراني عليها ونتيجة التطور العمراني من هد وبناء في المنطقة مما ادي الس تصدع بعض المساجد وتأثيره سلبا على شكلها الخارجي .

الشكل رقم(2) تطور اعداد سكان المدينة المنورة من عام 1382ه حتى عام 1434هـ

المصدر: من إعداد الباحث بناء على الجدول السابق

جدول رقم (2) تطور أعداد سكان المدينة المنورة من عام 1382ه حتى عام 1434هـ

 

المصدر: أداره التخطيط الإقليمي،1434هـ

شكل رقم (3) الأحياء وتوزيع حجم السكان عليها

المصدر: من عمل الباحثة بناءً على بيانات الامانة العامة بالمدينة المنورة،1425ه.

شبكات الطرق

تتضمن الدراسة التحليلية لشبكة الطرق التعرف على مواصفات الشبكة وتدرجها الهرمي ومدى ارتباطها بالأنشطة العمرانية المختلفة، وتشير الدراسات أن موقع المسجد النبوي الشريف الذي يمثل مركز الإشعاع الديني-وهو مركز جذب حضاري وعمراني بشكل عام- الأمر الذي انعكس على وجود شبكة طرق إشعاعية بالمنطقة تلتقي كلها عند المدينة المنورة، وتقدر مساحة شبكة الطرق الإقليمية والرئيسة والفرعية بنحو 306.74 كم2 وهي تمثل نحو 0.2% من إجمالي مساحة المنطقة. ويمكن تصنيف شبكة الطرق حسب الدرجة كما يلي:

طرق إقليمية سريعة: تتمثل شبكة الطرق الإقليمية السريعة في المحور الإقليمي (المدينة / مكة) وهو طريق مزدوج ويبلغ طوله حوالي 203كم حتى الحدود الإدارية لمنطقة مكة المكرمة، ويخدم التجمعات الواقعة في جنوب المدينة المنورة بالإضافة إلى اعتباره المدخل الرئيس لمحافظة المهد، وهو طريق مسفلت وبحالة جيدة ويوضح الجدول رقم (3) أطوال الطرق بالمنطقة.

جدول (3) أطوال شبكة الطرق التقريبية داخل حدود منطقة المدينة المنورة لعام 1420هـ

المصدر: الأمانة العامة بالمدينة المنورة،1420ه

طرق رئيسة: تتمثل شبكة الطرق الرئيسة في امتداد طريق (المدينة/ ينبع/ جدة القدي) ماراً بمدينة بدر، حيث يبلغ طوله حوالي 465كم، وهو يخدم التجمعات العمرانية داخل نطاق محافظتي (بدر، ينبع)، بالإضافة إلى طريق (المدينة /حائل/ القصي) ماراً بمدينة الحناكية، حيث يقدر طوله بحوالي 280كم وهو يخدم التجمعات العمرانية الواقعة داخل محافظة الحناكية، كما يقدر طول محـور (المدينة / تبوك) ماراً بخيبر بحوالي 325كم وهو يخدم التجمعات العمرانية داخل محافظة خيبر وطريق (خيبر/ العلا / تبوك) ماراً بمدينة العلا، حيث يقدر طوله بحوالي 383كم داخل حدود المنطقة وهو يخدم التجمعات العمرانية داخل محافظة العلا، ومعظمها طرق مفردة أسفلتيه بحالة جيدة كما يشير الشكل رقم (4).

الطرق الفرعية: وهي وصلات طرق فرعية تقوم بتجميع الحركة المحلية داخل المحافظات إلى الطرق الرئيسة والسريعة، وتصل أطوالها حوالي 958كم تقريباً، وهي طرق مفردة أسفلتيه بحالة جيدة.

الطرق الترابية: وهي وصلات معبدة وغير معبدة ومتباينة من حيث أطوالها وعروضها ولكن مازالت تستخدمها السيارات، وغالباً ما يصعب الفصل بين ما هو رئيس منها أو فرعي، وتقدر أطوالها بحوالي 18770كم.

التجمعات العمرانية:

تشمل التجمعات العمرانية بمفهومها الواسع جميع عناصر الاستخدام البشري التي تدخل في تكوين البيئة السكنية والمعيشية للإنسان وتشكل وعاء التفاعل الاجتماعي والاقتصادي لأفراد المجتمع، وتتسم التجمعات العمرانية بمنطقة المدينة المنورة بتواجدها منتشرة في صورة مدن أو قرى وهجر موزعة على جوانب الأودية ومحاور الطرق سواء كانت طرق رئيسة أو فرعية أو ترابية، وذلك بصفة أساسية حيث توجد مقومات الحياة من موارد للمياه وسهولة الاتصال، كما تنتشر بعض القرى في المناطق الجبليـة بغرب المنطقة وتتسم تلك التجمعات بصغر الحجم السكاني بها، وبساطة التكوين ومحدودية الأنماط المكونة لاستعمالات الأراضي، حيث تقتصر في معظمها على الاستعمالات السكنية والخدمية، كما تقدر نسبة القرى أقل من 500 نسمة بحوالي 91% من إجمالي عدد القرى بالمنطقة والبالغ عددها 1309 قرية طبقا لتقديرات مسح السكان والمساكن لعام 1413هـ.

شكل رقم (4) الطرق الرئيسية والفرعية وتوزيعها على الأحياء

المصدر: من عمل الباحثة بناءً على بيانات الامانة العامة بالمدينة المنورة،1425ه.

وتشير الدراسات التحليلية إلى أن الجزء المعمور من منطقة المدينة المنورة بقطاعيه (المدن والقرى) شاملا التجمعات العمرانية والمناطق الزراعية ومناطق الرعي وشبكات الطرق يشغل مساحة إجمالية تقدر بنحو 14045.9 كم2 حيث تمثل نحو 9.13% من إجمالي مساحة المنطقة، وهذه النسبة تدل على ضآلة حجم المناطق بالمنطقة ويرجع ذلك لاتساع مساحة المنطقة وقلة الكثافة السكانية في أجزاء واسعة منها وخاصة في القطاع الشمالي والشمالي الشرقي لوجود المناطق الصحراوية غير المأهولة، بالإضافة لوجود مساحات كبيرة من الحرات في الشمال والجنوب لم تنمو بها الأنشطة العمرانية كما يشير اليها الشكل رقم (5).

استعمالات الأراضي

مؤشرات استعمالات الأراضي بالمدينة المنورة من أهم المؤشرات التي تعكس طبيعة وظيفة المدينة، حيث بلغت مساحة الأراضي المعمورة والمأهولة نحو ٥٤٤،٤٧ كم ٢ بنسبة تبلغ حوالي ٧٧،5 % من إجمالي مساحة النطاق العمراني، ومساحة الجبال والأدوية،157،72 كم ٢ أي بنسبة تبلغ حوالي ٢٢،٥ % وهي مناطق يصعب استغلالها عمرانياً، وتعتبر من محددات التنمية بالمدينة المنورة، ويوضح الشكل (6) توزيع نسب استعمالات الأراضي-بالمدينة المنورة لعام ١٤٢٧ ه ٢٠٠٦ م، كما يوضح الشكل رقم (7) الوضع الراهن لاستعمالات الأراضي القائمة بالمدينة المنورة عام 1434 هـ ٢٠14 م

شكل رقم (5)التجمعات العمراني بالمدينة المنورة

المصدر: من عمل الباحثة بناءً على بيانات الامانة العامة بالمدينة المنورة،1425ه.

شكل رقم (6)نسب استعمالات الاراضي بالمدينة المنورة

المصدر: المرصد الحضري بالمدينة المنورة

شكل رقم (7) الوضع الراهن لاستعمالات الأراضي القائمة بالمدينة المنورة عام, 1434ه

المصدر من عمل الباحثة بناءً على بيانات الامانة العامة بالمدينة المنورة،1425ه.

أسباب الزحف العمراني

  • التوسعة في المنطقة المركزية (الحر) وإجلاء عدد كبير من الفنادق والشقق الفندقية مما اضطر أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال البحث عن أماكن بديلة لأنشاء الشقق والفنادق واستثمار الاراضي
  • التطور الاجتماعي، الذي أثر على المنطقة في فترة قصيرة أسهم أثره بصورة فاعلة على المجتمع، والفرد
  • توجه سكان المنطقة إلى الخروج خارج المنطقة المركزية هربا من الإزعاج والازدحام والضجيج.
  • نتيجة لرفع أسعار الأراضي خاصة التي داخل منطقة الحرم ادي إلى البحث عن أماكن خارج نطاق الحرم لانخفاض أسعارها
  • وجود الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وخلافة في مناطق خارج حدود الحرم.

اثاره السلبية على الأماكن الأثرية من التوسعات العمرانية بالمدينة المنورة
لا شك أن غياب الرؤية التخطيطية في الماضي وضعف التنسيق بين الادارات المحلية والمركزية فقد تكدست بعض الدوائر الحكومية والجامعات والمستشفيات في مناطق قريبة من بعضها البعض مما أدى إلى الاختناقات المرورية والإزعاج خاصة في أوقات الذروة و نقص الاراضي المتاحة للتوسع باتجاهات اخرى.

  • نفوذ مالكي العقارات بجوار الطرق السريعة الذين لديهم مصلحة في توجيه التوسع التنظيمي باتجاه هذه الطرق لتحقيق منافع مادية
  • هدم بعض البيوت الأثرية القديمة بالمدينة المنورة مما يفقد طابع الأصالة في المنطقة

طرق حل هذه المشكلة:
إن الزحف العمراني مشكلة حضرية يجب حلها، وهناك بعض الأمور والحلول التي يجب مراعاتها للتقليل منها، وهي كما يلي :
– بناء البيوت بشكل عمودي، وليس بشكل أفقي؛ أي أن البناء يكون مكونا من عدة طوابق بدلا من بناء البيوت بجانب بعضها البعض، للتقليل من مساحة الأرض المستخدمة للبناء .

8-      تحليل الصور الفضائية رقم (7) و(8)

تتسم التجمعات العمرانية الحضرية وعلى رأسها المدينة المنورة باستقطاب السكان والخدمات، وتمثل مساحة المناطق المعمورة نحو 9.6% فقط من إجمالي مسطح المنطقة توفر المساحات الغير معمورة من المنطقة إمكانات وموارد متعددة لمختلف الأنشطة العمرانية الممكن قيامها في المدى القريب والبعيد،، فشغل مناطق الحمم البركانية (الحرات) مساحات كبيرة من المنطقة تبلغ نحو 23.7% من إجمالي مساحتها، كما تمثل مواقع السبخات سواء بداخل القطاع الجنوبي الشرقي أو على الشريط الساحلي، والمناطق الجبلية قيودا على أعمال التنمية العمرانية.يتسم الهيكل العمراني من حيث النسق العمراني وتوزيع أحجام التجمعات العمرانية بالتباين الشديد والاستقطاب الواضح للمدينة المنورة للسكان والأنشطة على مستوى القطاع الشمالي الغربي للمملكة بصفة عامة وعلى مستوى منطقة المدينة المنورة بصفة خاصة .يرتبط الهيكل الأساسي للتوزيع العمراني بمحاور الأودية الرئيسة بالمنطقة وبالتالي محاور الحركة الإقليمية وشبكات البنية الأساسية الإقليمية بصفة عامة. تنتشر التجمعات العمرانية القروية في صورة تجمعات صغيرة على جوانب مجاري الأودية وبعضها يمتد في هذه الأودية مما يجعلها معرضة لأخطار السيول فضلاً عن صعوبة توصيل الخدمات والمرافق إليها وارتفاع تكلفة هذه المرافق.(المخطط الاقليمي للمدينة المنورة 2004)، (وزارة الاقتصاد والتخطيط، 1420هـ)

أدى النزوح السكاني من القرى ومناطق البادية إلى تناقص سكان القرى بالنسبة لسكان المدن بالمنطقة، حيث ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان المنطقة يقطنون في المدن وبصفة خاصة المدينة المنورة التي تستقطب ما يقرب من ثلثي سكان المنطقة. ويجب أن توجه الجهود الإنمائية بالمنطقة إلى ضرورة الحد من الاستقطاب الحالي للمدينة المنورة، والعمل على دفع التنمية بالمراكز العمرانية التي تتميز بإمكانية توطين الأنشطة الإقليمية بها مثل عواصم المحافظات وبعض القرى الرئيسة .(المخطط الإقليمي للمدينة المنورة 2004)، (وزارة الاقتصاد والتخطيط، 1420هـ)

الشكل رقم (8) صورة فضائية للمدينة المنورة لأند سات 8 وصورة بعد الاستقطاع للمدينة المنورة لعام 2015م

المصدر: من إعداد الباحثة بناء على معلومات الصور الفضائية من موقع http://earthexplorer.usgs.gov/

 

 

 

الشكل رقم (9)الصورة بعناصر الخريطة عبر برنامج ILWIS

المصدر: من إعداد الباحثة بناء على معلومات الصور الفضائية من موقع http://earthexplorer.usgs.gov/

9-     النتائج والتوصيات

النتائج:

أظهرت الدراسة بعض من أشكال إعاقة النمو العمراني في بعض الاتجاهات مثل الاتجاه الشمالي والجنوبي وذلك بسبب وجود الجبال التي تشتهر بها المنطقة مثل جبل أحد وكان هناك تطور وامتداد عمراني كبير خاصة عند منطقة الحرم النبوي وذلك بسبب إقامة الفنادق والشقق المفروشة التي وضعت لتخدم المنطقة المقدسة ولخدمة الحجيج والمعتمرين والزائرين وكان اتجاه النمو العمراني شرق المدينة المنورة وغربها وذلك بسبب زحف السكان إلى هاتين المنطقتين للابتعاد عن الازدحام السكاني والاختناقات المرورية حول منطقة الحرم والنمو العمراني الكبير، وكانت هناك علاقة قوية بين زيادة عدد السكان مع زيادة النمو العمراني.

التوصيات:

وللحفاظ على الطابع الخاص للمدينة المنورة والبعد عن مشاكل المدن الكبرى يجب النظر في إمكانية العمل على تنمية بعض التجمعات العمرانية التابعة لها كتجمعات تابعة، كما يمكن توطين بعض الأنشطة العمرانية في المستقبل بهذه التجمعات للحد من تضخم المدينة المنورة وعمل أساسات للبنية التحتية لمنطقة الشمالية والجنوبية لاستقطاب عدد كبير من السكان في الفترة المقبلة في المستقبل.

 

قائمة المراجع

  • الأمانة العامة بالمدينة المنورة (1420): المخطط الإقليمي للمدينة المنورة،1420ه.
  • الحماد، زينب حبيب(2011): دراسة التوسع العمراني لمدينة القطيف واتجاهاته:1960- 2010، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، رسالة ماجستير، جامعه الملك سعود، 2011. الرياض: جامعه الملك سعود.
  • دهيمات، (2006): دراسة التوسع العمراني لمدينة إربد(1953- 1999) باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافيا، بحوث جغرافيا، المراكز الجغرافيا، جامعة الأردن
  • الرويثي، محمد أحمد (1997): جوانب من الشخصية الجغرافية للمدينة المنورة، ط2، الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة
  • السرياني، محمد محمود (1998): السكن الحضري، تحرير محمد احمد الرويثي، مصطفى محمد خوجلي، المدينة المنورة :البيئة والإنسان، نادي المدينة المنورة الأدبي، المدينة المنورة، 1418هـ
  • الشاعري، عيسى (1993): دراسة التوسع العمراني في مدينة الرياض باستخدام الصور الجوية والمناظر الفضائية(1950- 1989)، بحوث جغرافيا، سلسلة محكمة غير دورية تصدر الجمعية الجغرافية السعودية، (14)، جامع الملك سعود، الرياض.
  • الشيخ، آمال. (2012): التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS). الملتقى الوطني السابع لنظم المعلومات الجغرافية بالمملكة العربية السعودية، الدمام
  • العنقري، خالد، (1989): تقدير عدد السكان المدن السعودية الصغيرة باستخدام الصور الجوية، بحوث جغرافيا، سلسلة محكمة غير دورية تصدر الجمعية الجغرافية السعودية، (2)، جامع الملك سعود، الرياض.
  • الغامدي، سعد والنجار ياسر(2002): تحليل النمو العمراني واتجاهاته باستخدام بيانات الاستشعار عن بعد: دراسة تطبيقية على مدينة مكة المكرمة 1978-2000م. جده: مجلة جامعه الملك عبد العزيز.

 

 

constructional Growth Trends and its Impact on Religious Archaeological Areas

 in AL- Madinah Al Munawarah – Geographical study-

Tab title
The study examined the Trends in urban crawling and its impact on religious archeological sites in Madinah El Munawarah and the knowledge of the urban extension between the period (1990-2014)، during a period of time 24 years، As well as the impact of this urban expansion and skyscraper on the areas of religious relics in Medina and the uses of land in in Madinah El Munawarah. The study was based on the Descriptive method، and going for field visits، analysis and evaluation approach and carried For tourist archaeological sites، The most important of which is the spatial analysis approach، who is interested in highlighting disparities، and similarities. For the distribution of spatial phenomenon and the inductive method. To monitor the state of the geographical reality of the phenomenon studied. The historical approach، Regional approach، and use of GIS and remote sensing، and The study reached the direction of urbanization towards the eastern and western sides، As a result of urban encroachment، it led to the fusion of archaeological and religious sites in AL-Madinah al Munawarah In the areas of urban such as The area of Shohadaa Ohod، Algoma Mosque، and Seven Mosques، and all famous religion. Keywords: archaeological tourism، population growth، constructional crawling، central area